المنتخب المغربي يتعرّف على خصمه في الدور 16 في كأس العالم للشباب اقل من 20 سنة
.jpg "المنتخب المغربي يتعرّف على خصمه في الدور 16 في كأس العالم للشباب اقل من 20 سنة")
بعد مشوارٍ حافل بالإنجازات والأداء الاستثنائي في منافسات دور المجموعات، تمكن المنتخب المغربي للشباب من حسم صدارة المجموعة الثالتة الملقبة بمجموعة الكبار. بجدارة لافتة برصيد 6 نقاط ، محققًا بذلك التأهل المُشرِّف إلى دور الـ16 من بطولة كأس العالم للشباب التي تحتضنها الأراضي الشيلية حاليًا. ويُعد هذا الإنجاز تتويجًا لأداءٍ جماعي متكامل، عزز آمال الجماهير المغربية والعربية في قدرة "أشبال الأطلس" على المنافسة بقوة على الالقاب العالمية.
وفي محطته المقبلة، سيواجه المنتخب المغربي صاحب الرتبة الثالتة من احدى المجموعات الاولى A او الثانية B او السادسة F (مصر وكوريا الجنوبيا و نيجيريا او السعودية ) لكن كل التوقعات تشير الى انه سيكون نظيره الكوري الجنوبي، الذي احتل المركز الثالت في المجموعة "ب" برصيد أربع نقاط فقط، حيث سجل فوزًا واحدًا وتعادلًا وهزيمة واحدة . ومن المتوقع أن تكون المواجهة بين الفريقين اختبارًا حقيقيًا للإرادة والتركيز، خاصة في ظل الاختلاف الواضح في الأساليب والخطط بين المدرستين الكرويتين العربية والآسيوية.
أداء مغربي متميز في دور المجموعات:
قدّم "أشبال الأطلس" عروضًا مبهرة في الدور الأول، حيث افتتحوا مشوارهم بفوزٍ معبِّر على منتخب إسبانيا العريق ب 2 مقابل 1، ليتبعوه بانتصارٍ آخر لا يقل أهمية على البرازيل بهدفين مقابل 1 ، أحد أبرز المرشحين لنيل اللقب. هذان الانتصاران ضمنَا للمغرب ست نقاط حاسمة، لكن الرحلة لم تخلُ من عقبة، حيث تعثّر الفريق في الجولة الثالثة أمام المكسيك، في مباراةٍ لم تؤثر على صدارة المجموعة، لكنها قدمت دروسًا ثمينة حول ضرورة الحفاظ على التركيز حتى النهاية.
تميز الفريق المغربي بالانضباط التكتيكي العالي، والصلابة الدفاعية التي جعلته من أقوى الخطوط الخلفية اي الدفاع في البطولة، بالإضافة إلى الروح الجماعية التي ظهرت جلية في تنقل اللاعبين بين مراكزهم وتغطيتهم لبعضهم البعض على طريقة باريس سان جيرمان. كل هذه العوامل جعلت من "أشبال الأطلس" فريقًا صعب المِراس، قادرًا على مجابهة أي منافس والمضي قدمًا في المنافسة اللهم بارك.
نضرة على المنافس القادم: كوريا الجنوبية.. خصم عنيد:
يُعتبر المنتخب الكوري الجنوبي خصمًا لا يُستهان به، حيث يجمع بين سرعة اللاعبين المدهشة، والتنظيم الدفاعي الصارم، والإعداد البدني المتميز. ويعتمد الفريق الآسيوي على الهجمات المرتدة السريعة والضغط العالي لخلق فرص التسجيل، مما يستدعي يقظةً قصوى من الدفاع المغربي. كما يُظهر الكوريون روحًا قتالية عالية، حيث لا يستسلمون بسهولة مما يضمن مباراةً مثيرة للجماهير والمحللين.
المواجهة المرتقبة: صراع تكتيكي بموعد تاريخي:
من المقرر أن يلتقي الفريقان على أرضية ملعب "إل تينينتي"، يوم الجمعة الموافق 10 أكتوبر 2025، بداية من منتصف الليل حسب التوقيت المحلي للمملكة المغربية. وتُعد هذه المواجهة اختبارًا حقيقيًا لمدى تقدم الكرة العربية على الساحة الدولية للشباب، خاصة في ظل الأداء التاريخي الذي يقدمه المنتخب المغربي عبر مختلف مكوناته.
كل المؤشرات تُنبئ بمباراة استراتيجية بين مدرستين؛ المدرسة المغربية التي تجمع بين الموهبة الفردية والتنظيم التكتيكي المحكم، والمدرسة الكورية المعروفة بالانضباط والعقلية القتالية واللياقة البدنية العالية. لذا، فالتأهل إلى ربع النهائي سيكون محصلةً للتفوق في التفاصيل الصغيرة، والتركيز طوال المباراة، والاستفادة القصوى من الفرص المتاحة.
باختصار، يحمل المنتخب المغربي لأشبال الأطلس أمالًا كبيرة على عاتقه، وهو يواجه تحديًا كبيرًا لكنه ليس مستحيلًا. النجاح في تخطي هذه العقبة سيكون خطوةً تاريخية أخرى تُضاف إلى مسيرة الكرة المغربية، وتُثبت أن إفريقيا والعالم العربي قادران على إنتاج مواهبَ تلعب بروح الفريق الواحد وتصنع المستحيل على أعتى المنصات.